روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

كلمةالرفيق خالد بكداش عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري في وداع والده الرفيق عمار بكداش

خلال الجنازة السياسية التي أقيمت يوم الأربعاء 23\7في مقبرة كِسارياني بأثينا، تُليت كلمةالرفيق خالد بكداش عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري في وداع والده الرفيق عمار بكداش. قرأ الكلمة الرفيق الهادي معروف عضو مكتب العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي السوري.

ذكر خالد بكداش في كلمته:

أيها الرفاق، أيها الأصدقاء، أيها الحضور الكريم،

نودع اليوم المناضل الوطني الثوري الشيوعي، الأمين العام للجنة المركزية لحزبنا الشيوعي السوري، الرفيق الدكتور عمار بكداش.

لقد نشأ أبي في كنف عائلة وطنية شيوعية، فكان ابن قائد الشيوعيين السوريين الرفيق خالد بكداش والمناضلة وصال فرحة بكداش. تربى منذ طفولته على قيم الدفاع عن الفقراء والمظلومين، مؤمنًا أن علاج مآسي البشرية وقيام مجتمع العدالة الاجتماعية والتعاون والإخاء لا يكون إلا على أساس الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج في ظل سلطة البروليتاريا. كان يعتبر الماركسية اللينينية ليست مجرد أيديولوجيا تحفظها، بل ممارسة يومية تهتدي بها إلى طريق الصواب، فكان ملهمًا لكل من عرفه، موسوعي المعرفة، لا يملّ من الإجابة على أسئلة الرفاق عن الفكر والاقتصاد والتاريخ والسياسة والأدب والشعر والمقاومة والحياة نفسها.

تميّز أبي بشجاعته وإقدامه في مواقفه الوطنية والطبقية والأممية. كان دائمًا يؤكد أن مستقبل البشرية، بما فيه التحرر الوطني، هو بيد الجماهير الكادحة التي لا تملك ما تخسره سوى أغلالها، وكان على يقين أن النصر سيكون حليف من يعقد أمله على هذه الجماهير ويناضل تحت رايتها، راية التحرر الوطني والعدالة الاجتماعية في آن واحد.

لقد حمل هموم الوطن في قلبه حتى اللحظة الأخيرة، وظلت سوريا تسكن وجدانه وضميره، وبقيت دمشق لا تفارق ذاكرته يومًا، يحنّ إليها مهما ابتعد، ويحلم أن يعود إليها حرًّا عزيزًا شامخًا. وها هو يرحل بعيدًا عنها، لكني على يقين أنه سيظل حاضرًا فيها، حاضرًا في كل زاوية من دمشق التي أحبها، كما سيبقى حيًا في قلوبنا وعقولنا ما حيينا.

آلمته كثيرًا الأحداث التي شهدها وطننا إثر الهجمة الشرسة من أعدائه، وكان يرى بوضوح أن السلطة الظلامية الاستبدادية لا تملك أي ملمح وطني، بل هي سلطة عميلة للإمبريالية وللأنظمة الرجعية ومنبطحة أمام إسرائيل، وعدوة للشعب في جميع جوانب سياستها الداخلية. وكان يردد دائمًا أن الطريق القويم لوطننا هو النضال من أجل الحرية والسيادة الوطنية الكاملة ووحدة التراب الوطني، عبر قيام حكم وطني ديمقراطي كنقيض جذري للحكم الاستبدادي العميل. وما زالت كلماته الأخيرة ترن في أذني حين كان يردد:

"إننا قابضون على الجمر… ولن نضلّ الطريق مهما اشتد الظلام."

أيها الرفاق،

في هذه اللحظة، وإن لم أكن بينكم جسدًا، أعلم أنكم عائلتي وعائلته، وأن محبتكم التي تودعه في غربته الأخيرة بأثينا هي البلسم الذي يخفف لوعة الفراق. ولا يسعني اليوم إلا أن أعبر عن عميق الامتنان والتقدير للرفاق في الحزب الشيوعي اليوناني وقيادته الثورية المناضلة، الذين كانوا خير سند وملجأ آمنًا له، ووقفوا إلى جانبه منذ اللحظة الأولى لوصوله إلى أثينا، ورافقوه حتى لحظة رحيله، وتولوا مراسم تشييع جثمانه الذي سيبقى أمانة لديهم إلى أن تنقشع هذه الغيمة السوداء عن سماء بلادنا.

يا أبي… يا قدوتي ومعلمي وصديقي الحميم…

لقد خسرتك اليوم أبًا، وأمةٌ بأسرها خسرت مناضلًا كبيرًا ومفكرًا حرًا وإنسانًا عظيمًا. ولكنني أعاهدك أمام هذا الجمع الكريم أن أبقى أمينًا على وصيتك، وعلى المبادئ التي عشت من أجلها… سنبقى أوفياء للدرب الذي سرت فيه، درب الحرية والكرامة والاشتراكية، حتى يكنس وطننا رجس المستعمرين وأدواتهم كافة، ويعود حرًا سيدًا موحدًا.

نم قرير العين يا أبا خالد…

حزبك باقٍ… ورفاقك مستمرون على خطاك…

وما زرعته سيبقى حيًّا فينا، وطريقك سيظل منارة نهتدي بها حتى تتحقق الحرية والعدالة في وطننا الذي أحببت.

25.07.25