يواجه شعب ناغورنو كاراباخ (أرتساخ) مرة أخرى صعوبات كبيرة بعد الحصار الكامل (البري والجوي) الذي فرضته أذربيجان، بتسامح من قوى "السلام" الروسية. حيث يواجه أرمن المنطقة، المحرومين من إمدادات الغذاء والدواء والوقود، في ظروف الشتاء الصعبة بشكل خاص، مشاكل خطيرة في البقاء على قيد الحياة.

ترتبط هذه التطورات الدراماتيكية بحرب الخريف الأخيرة في القوقاز، حيث سهلت "تداعيات" أكبر صدام حربي إمبريالي في أوكرانيا الهزيمة العسكرية للأرمن وانتصار الأذربيجانيين، الذين حصلوا على دعم سياسي - عسكري غير متناهٍ من تركيا والتي حصلت في "مساومتها الشرقية" مع القيادة الروسية على تسامح اﻷخيرة مع هذه التطورات.

إن ما يتواجد وراء كل هذه التطورات، التي يدفع ثمنها الآن الشعب الأرمني في ناغورنو كاراباخ (أرتساخ)، هو صراع الطبقات البرجوازية من أجل حيازة المواد الأولية و طرق نقل البضائع والدعائم الجيوسياسية وحصص الأسواق، و بكلمتين. نقول أنه  نمط الإنتاج الرأسمالي.

و كما تجذب "الدماء أسماك القرش" تواصل التطورات هناك جذب القوى الإمبريالية الأخرى،  كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، المتورطين بها في كل حال، ولكنهما الآن ينتهزان الفرصة لزيادة تعميق تورطهما في منطقة القوقاز ذات اﻷهمية الاستراتيجية. يدين الحزب الشيوعي اليوناني الحصار المضروب على السكان الأرمن في ناغورنو كاراباخ، والسعي لإفقارهم وإبادتهم جسدياً. إننا نصطفُّ ضد مصالح الطبقات البرجوازية ومخططات القوى الإمبريالية، التي تذبح الشعوب في حروبها، أو تقضي عليها بوسائلها "السلمية" المتمثلة في اﻹفقار والبؤس.

و نطالب بإنهاء الحصار المفروض على المنطقة وندعو الطبقة العاملة و شعوب المنطقة التي تعيش مأساة دائمة نتيجة لإسقاط النظام الاشتراكي عبر الثورة المضادة،  إلى تنظيم نضالها المستقل ضد تلك المصالح الطبقية التي تفرق الشعوب على أساس اللغة والدين والأصل القومي، و إلى رسم صراعها المشترك ضد الاحتكارات والرأسمالية، و هي التي إن لم يتم إسقاطها  فهي ستواصل استنزاف الشعوب و إبادتها.

أثينا 22\12\2022                                                      المكتب اﻹعلامي للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني