روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

ذيميتريس كوتسوباس: التقدم الحقيقي هو الاشتراكية. لا للحرب الإمبريالية! فلتخرج منها اليونان الآن!

أقامت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني تظاهرة في مدينة لاميِّا يوم 27/2/22 ، تكريما للذكرى اﻠ80 لتأسيس جيش التحرير الشعبي اليوناني، الذي كان الجناح العسكري لجبهة التحرير الوطني. هذا و كان كِلا الجيش و الجبهة المذكوران قد أُسسا بقرار من الحزب الشيوعي اليوناني وقاتلا ضد الاحتلال الفاشي الثلاثي (الألماني والإيطالي والبلغاري) لليونان خلال الحرب الإمبريالية العالمية الثانية.

أقيمت التظاهرة في مدينة لاميِّا، أي المدينة التي يتحدَّر منها أصل قائد جيش التحرير الشعبي اليوناني و الكادر في الحزب الشيوعي اليوناني، آريس فِلوخيوتِّيس.

و تحدث ذيميتريس كوتسوباس، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، في التظاهرة، وبعد الحفل الموسيقي الذي تلى الكلمة، أقيمت مسيرة في شوارع المدينة باتجاه تمثال آريس فِلوخيوتِّيس.

و في حديثه أثناء التظاهرة، أشار الأمين العام للجنة المركزية إلى الحرب الإمبريالية في أوكرانيا، و سجَّل ما يلي:

 

 

«من هنا من لاميِّا، من هذا الاحتفال العظيم تكريما للذكرى اﻠ80 لتأسيس جيش التحرير الشعبي اليوناني، نهتف بأعلى صوتنا:

لا للحرب الإمبريالية! أوقفوا أي تورط لليونان فيها! فلتغلق القواعد الآن!

هذه هي المسألة الحاسمة بالنسبة لشعبنا، في هذه الساعات التي تُسمع فيها صفارات إنذار الحرب و يتطوَّر تدخل روسيا وغزوها لأوكرانيا.

إن صفارات الإنذار تُسمع للمرة الثانية على الأراضي الأوروبية، بعد 30 عاماً على تفكيك الاتحاد السوفييتي و إسقاط الاشتراكية. و عبثاً تبحث الشعوب عن عالم "سلمي" و "آمن" كانت قد وُعِدَت به آنذاك!

إن ما هو موجود هو انعدام دائم لليقين و فقر و حرب.

إن أوروبا تحصي الآن حربين، بعد يوغوسلافيا والصفحات البطولية التي سطَّرها شعبنا بصراعه.

إن الحرب في أوكرانيا هي نتيجة احتدام المزاحمات بين المعسكرين المتحاربين. و في مركزها هي مجالات النفوذ، وحصص الأسواق، والمواد الأولية، وخطط الطاقة وطرق النقل. هي مزاحمات لم يعد من الممكن حلها بالوسائل الدبلوماسية - السياسية والتسويات الهشة.

فمن ناحية، يقوم كل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، الذين نصَّبوا ودعموا حكومة كييف - الدمية الرجعية، والآليات شبه العسكرية والزمر الفاشية في أوكرانيا، بالترويج لمواقعهم منذ سنوات لتوسيع الناتو، بهدف الحصار العسكري لروسيا.

و من ناحية أخرى، تروج روسيا الحالية لخططها الخاصة من أجل التوحيد الرأسمالي لأراضي وبلدان الاتحاد السوفييتي السابق.

إن الحرب، أيها الرفاق والأصدقاء، هي استمرار لذات السياسة بوسائل عنيفة أخرى. إن ذلك برهان على أن الحرب والموت والدمار الذي تسببه، تنبثق حتماً من المزاحمة الرأسمالية – الإمبريالية.

بغير استطاعتنا أن ننسى أن شعبي روسيا وأوكرانيا عاشا لعقود عديدة كأخوة في تقدُّّم و سلام في ظروف الاشتراكية. إن هذا – و بمعزل عن كمية السموم المعادية للشيوعية التي تصبها مختلف الوكالات- لا يمكن محوه من ذاكرة الشعوب. إن التاريخ و الحقيقة لا يُمحوان.

بل على النقيض من ذلك، فمع مرور كل يوم، يتضح بنحو متزايد أن المنفذ متواجد في الصدام مع النظام الرأسمالي الجائر الذي يلد الفقر والحرب. هذا الطريق الآخر يجب أن تسلكه اليوم هذه الشعوب، و سائر الشعوب.

وليست اليونان بريئة من الجريمة! فهي تشارك بنشاط في المزاحمات الإمبريالية، بهدف الترقية الجيواستراتيجية للطبقة الحاكمة اليونانية، أي بهدف مشاركتها في نهب وإعادة توزيع "الفطيرة"، الجاري عبر اقتراف جرائم جديدة ضد الشعوب.

لقد دعمت كافت الحكومات اليونانية التي مرت، لحزب الجمهورية الجديدة و الباسوك و سيريزا، الواحدة تلو الأخرى، قرارات  الناتو و مخططات توسيعه، من أجل محاصرة روسيا، و من أجل مخططات الناتو على حساب الشعوب. لقد مهَّدت هذه الحكومات  لتنصيب قواعد جديدة للولايات المتحدة والناتو في البلاد، كقاعدة ألكسندروبوليس، التي غدت مركزاً لنقل القوات ودفعها نحو أوروبا الشرقية.

وهكذا تُصبح بلادنا "مُرتكباً" بحق شعوب أخرى، لكنها في نفس الوقت يمكن أن تُصبح "ضحية" سهلة أيضاً. إن اليونان متواجدة في خطر لا الولايات المتحدة التي تقع على الجانب الآخر من العالم.

إن اليونان وشعبنا هما من يمكن أن يصبحا هدفًا لضربات انتقامية، كما حذرت روسيا سلفاً فيما يتعلق بألكساندروبوليس والقواعد العسكرية الأخرى.

تدفع اليونان وشعبنا ضريبة مالية باهظة، عِبر الغلاء و ارتفاع أسعار الوقود، و الفقر الطاقي، و كلفة برامج التسلُّح.

إن اليونان وشعبها سيدفعان الثمن، لأن شهية تركيا – عدا أمور أخرى- قد فُتحت عبر مطالبها غير المقبولة في بحر إيجه في إعادة النظر في الحدود والاتفاقيات، وكذلك في قضية قبرص.

إن الرد من زاوية مصالح شعبنا وبلدنا متواجدٌ في رسم خط ذاتي - مستقل، بعيداً عن كل المخططات البرجوازية والإمبريالية.

وحيد هو الردُّ الواضح في مواجهة الجريمة الجديدة:

         ·            لا للحرب الإمبريالية.

         ·            على الشعوب المالكة السيادة وحدها أن ترسم مسيرتها و تختار طريقها، بعيداً عن المصالح الأنانية للطبقات البرجوازية والحكومات التي تخدمها، و التي هي المسؤولة حصراً عن هذه المذبحة التي يقودوننا نحوها.

         ·             فليتوقَّف تورُّط اليونان هنا والآن.

         ·             فلتغلق فوراً جميع القواعد في بلدنا.

إننا نعزز الصراع من أجل الفكاك من الاتحادات الإمبريالية، مع الشعب سيداً في بلادنا».

 

 

كما و أشار ذيميتريس كوتسوباس في حديثه إلى النشاط البطولي لجيش التحرير الشعبي اليوناني، و إلى الدروس التاريخية التي استنبطها الحزب الشيوعي اليوناني من تاريخه، و التي هي مفيدة بنحو خاص اليوم، و اختتم كلمته بالتالي: «إن التقدم ليس في معيشة الشعب على الفتات، من أجل ربح حفنة من الطفيليات. إن التقدم هو في مضيه قدما من أجل تحسين حياته. إن التقدم هو في أن تعيش الأجيال الجديدة حياة أفضل من الأجيال السابقة. ما هي السياسة التي يمكن أن تؤمِّن ذلك؟ وحدها تلك الحكومة التي ستكون هيئة تنفيذية للسلطة و الأغلبية العمالية - الشعبية،

 

 

01.03.2022